الصين والشرق الأوسط- شراكة من أجل السلام والتنمية والعدالة

المؤلف: تساو شياو لين08.21.2025
الصين والشرق الأوسط- شراكة من أجل السلام والتنمية والعدالة

يشهد العالم أجمع في هذه الحقبة الراهنة تحولات عميقة واضطرابات متشابكة ومعقدة، بالإضافة إلى صراعات إقليمية طويلة الأمد وممتدة، مما يجعل الدول تواجه مخاطر جسيمة وتحديات أمنية ذات وطأة شديدة وتأثير بالغ.

إن صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المستدامة هما الهدفان الأساسيان والطموحان اللذان تتشارك فيهما الصين ودول منطقة الشرق الأوسط. لقد خبرنا جميعا مرارة العدوان والقمع الأجنبي، وقدمنا العون والمساعدة لبعضنا البعض على طريق تحقيق الاستقلال الوطني والتحرر المنشود.

في عام 1931، شنت القوات العسكرية اليابانية حربا عدوانية غاشمة على الصين، وارتكبت خلالها جرائم وحشية شنيعة مثل مذبحة نانجينغ المروعة، الأمر الذي جلب كوارث وخيمة وعميقة على الشعب الصيني.

بعد أربعة عشر عاما من المعارك الشاقة والدموية والتضحيات الجسام، تمكن الشعب الصيني الأبي من دحر الغزاة العسكريين اليابانيين، وحقق نصرا عظيما ومؤزرا في حرب المقاومة الباسلة ضد العدوان الياباني، وأعلن الانتصار الكامل والنهائي في الحرب العالمية ضد الفاشية.

كانت حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني بمثابة ساحة المعركة الشرقية الرئيسية والفاصلة في الحرب العالمية الثانية، وجزءا محوريا وهاما من الحرب العالمية ضد الفاشية. لذا، فإن انتصار الصين العظيم والمدوي هو انتصار للشعب الصيني الصامد ولجميع شعوب العالم قاطبة.

في الثالث من شهر سبتمبر/ أيلول من العام الجاري، ستقيم الصين مؤتمرا ضخما لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. ومن أجل إحياء ذكرى هذا التاريخ المجيد، يجب حماية نتائج انتصار الحرب العالمية الثانية، والنظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب.

إن عودة تايوان إلى كنف الصين الأم هو جزء لا يتجزأ من نتائج انتصار الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي الذي أعقب الحرب، ولا يمكن التشكيك إطلاقا في حقائقها التاريخية والقانونية الراسخة.

تؤكد الصين على استعدادها التام للعمل جنبا إلى جنب مع مختلف الدول من أجل الحفاظ على النظام الدولي القائم، وفي قلبه الأمم المتحدة، ومعارضة الهيمنة وسياسات القوة الغاشمة، وممارسة تعددية الأطراف الحقيقية، والعمل سويا من أجل بناء عالم يسوده السلام الدائم ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية جمعاء.

في ظل الوضع الدولي المعقد والمضطرب والمليء بالتحديات، تظل الصين قوة عادلة وثابتة تدافع عن السلام والاستقرار العالميين بكل ثبات وإصرار. وقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمي، التي تقدم مبادئ توجيهية جوهرية وأساسية لسد العجز الأمني المتزايد والسعي الحثيث إلى تحقيق سلام دائم وشامل.

منذ اندلاع الصراع المؤسف في غزة، التزمت الصين بموقف موضوعي وعادل ومنصف، وعملت بجد واجتهاد على تحقيق السلام المنشود وإنقاذ الأرواح البريئة، ودفع مجلس الأمن لاعتماد أول قرار تاريخي لوقف إطلاق النار في غزة، ودفع مختلف الفصائل الفلسطينية الشقيقة لإجراء حوار المصالحة الوطنية وتوقيع "إعلان بكين"، وقدمت دفعات متتالية ومتعددة من المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة.

يجب ألا تستمر هذه الكارثة الإنسانية المروعة في غزة، ويجب ألا تُهمش القضية الفلسطينية العادلة مرة أخرى، ويجب تلبية المطالب المشروعة والعادلة للأمة العربية في أسرع وقت ممكن، ومن الضروري الاهتمام بالصوت العادل والمسموع للعالم الإسلامي الواسع.

إن "حل الدولتين" هو السبيل الواقعي والوحيد للخروج من حالة الفوضى والاضطراب التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى المجتمع الدولي بأسره اتخاذ المزيد من الإجراءات الملموسة والفعالة لتحقيق هذا الحل العادل والشامل.

إن الشرق الأوسط هو ملك لشعوبه، وليس مجرد ساحة صراع ونزاع بين الدول الكبرى، ولا ينبغي أن يصبح ضحية للتنافس الجيوسياسي المحموم بين الدول من خارج المنطقة.

تعتبر الصين شريكا إستراتيجيا قويا لدول الشرق الأوسط وصديقا مخلصا للأصدقاء العرب. وسيواصل الجانب الصيني السعي الدؤوب وراء العدالة والسلام والتنمية لشعوب الشرق الأوسط بكل ثبات وعزيمة.

كما أن الصين على أتم الاستعداد للعمل بتعاون وثيق مع دول الشرق الأوسط، بما فيها دولة قطر الشقيقة، للتحكم في المستقبل المشرق واستكشاف طريق التنمية باستقلالية تامة، والمضي قدما جنبا إلى جنب على طريق الازدهار والنهضة الوطنية الشاملة.

أخيرا، لنتذكر معا دروس التاريخ القيّمة: لا شك أبدا في أن العدالة ستنتصر حتما، والسلام سيعم أرجاء المعمورة، والشعب سينتصر في نهاية المطاف!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة